في العصر الحديث، يدخل الذكاء الاصطناعي بسرعة إلى جميع مجالات الحياة — من التعليم والرعاية الصحية إلى الأعمال، والإدارة الحكومية، والممارسات الدينية. وتبرز تحديات وأسئلة جديدة: كيف نؤمِّن المجتمع من أضرار التكنولوجيا؟ كيف نحافظ على المعايير الأخلاقية والدينية في ظل التحول الرقمي؟ ما المعايير التي ينبغي أن تُحدِّد الحدود المأذون بها لتطبيق الذكاء الاصطناعي؟
الإسلام، بوصفه منظومةً شاملةً من القيم والضوابط، يضع منذ قرون معايير العدل والرحمة والمسؤولية أمام الله تعالى. وإن إدخال الذكاء الاصطناعي ليس شأنًا تقنيًا فحسب، بل هو تحدٍّ أخلاقي-شرعي عميق للأمة بأسرها.
أهداف المشروع
تتمثل رسالة «الميثاق الإسلامي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي» في ضمان أن يجري تطور التكنولوجيا في تناغم مع الشريعة والقيم الأخلاقية. ولتحقيق ذلك نعتمد ثلاثة أهداف رئيسة:
- إعداد ونشر «الميثاق الإسلامي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي» — أول وثيقة أخلاقية وتنظيمية في العالم ترتكز إلى القرآن والسنة والإجماع وإلى المعايير الدولية المعاصرة.
- تثقيف المسلمين والعاملين في الحقل الديني — نشر مواد وتوضيحات ودراسات حالة وبرامج تدريبية لتمكين الجميع من التعرّف إلى قضايا أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
- بناء مجتمع خبراء وحوار دولي — مبادرة لتأسيس «المجلس الإسلامي الدولي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي» من أجل التداول الجماعي، ووضع المعايير، واعتماد الحلول.
لماذا هذا مهم الآن؟
- الذكاء الاصطناعي يؤثر بالفعل في الممارسة الدينية: ظهور روبوتات محادثة إسلامية، وتطبيقات تعليمية، وحلول لقطاع الحلال.
- غياب الأطر المعيارية يخلق مخاطر: احتمال التضليل، وانتهاك الخصوصية، وإدخال حلول محرّمة.
- على الأمة أن تصوغ أجندتها: ألا تكون مستهلكًا سلبيًا، بل أن تضع المعايير بنشاط وتحمي قيم الإسلام في عصر الذكاء الاصطناعي.
طريقنا: مراحل تطوّر المبادرة
- بناء علامة الخبرة والمنصّة: إطلاق موقع متعدد اللغات، وإنشاء قاعدة للمواد التعليمية، ونشر أولى الإصدارات ودراسات الحالة.
- توسعة المجتمع: استقطاب العلماء المسلمين وخبراء تكنولوجيا المعلومات والطلبة؛ مناقشة التحديات الجديدة ومراجعتها علميًا؛ إطلاق قناة على تيليغرام ونشرات دورية.
- التأطير المؤسسي: تشكيل «المجلس الإسلامي الدولي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي»، والاستعداد لعقد المنتديات، وإنشاء سجلّ لحلول الذكاء الاصطناعي الحلال، والتعاون مع الدولة والمنظمات الإسلامية والخبراء في الخارج.
دعوة إلى الحوار والتعاون
يمكن لكل زائر للموقع أن يُسهم في تنمية أخلاقيات الإسلام في مجال الذكاء الاصطناعي:
- أرسلوا أسئلتكم ومقترحاتكم والأمثلة ودراسات الحالة.
- انضمّوا إلى مناقشة البنود الجديدة للميثاق.
- شاركوا في الفعاليات التوعوية والبرامج التعليمية.
- انشروا معلومات المشروع بين الزملاء والمتوافقين في الرؤية.
معًا نستطيع أن نصوغ مستقبلًا رقميًا يخدم فيه الذكاء الاصطناعي مصلحة الأمة من غير تجاوزٍ لحدود الشريعة.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.